الاثنين، 27 يونيو 2011

البحث العلمي

         إن كثيرا من الباحثين يظن أن البحث العلمي عبارة عن قضية أو مشكلة أو مسألة معينة يحددها الباحث ويقوم بطرحها في بحث متبعا الأسلوب التقليدي ، وخاصة في طرح المعالجات والتوثيق والترصيد ويكتفي بهذا الأمر ، ويسميه بحثا، وقد يلاقي هذا النوع ترحيبا من قبل المجلات الخاصة بالنشر ، غير أن هذا الأسلوب يعد تقليديا وربما لا يخضع لمواصفات البحث العلمي المتطور والذي يقتضي أن تظهر الشخيصة الناطقة والباحثة في كل مساحة من المعالجات المطروحة ، وهذا يفيد أن الباحث ليس فقط أداة كاتبة أو جامع لمعلومات، بل عليه أن يمتلك الجرأة والقدرة على طرح الحلول لتلك القضية المطروحة .
        وتجدر الإشارة إلى أن البحث والمعالجات المطروحة فيه ينبغي أن تكون واقعية ومن الواقع مع ضرورة وضع التصورات والتوقعات المستقبلية التي يتوقعها الباحث، وكلما كانت القضية المطروحة واقعية وتعالج واقعا يعاني منه المثقفون والباحثون كلما كانت أكثر مصداقية وأقرب إلى واقع البحث الحديث المتطور.
       يعتبر البحث وسيلة منهجية للاكتشاف والتفسير العلمي لظاهرة من الظواهر العلمية ،  ويعتبر الجانب المنطقي للظواهر والاتجاهات والمشاكل، وينطلق من فرضيات يمكن التأكد منها باتباع سبل تحقق الأهداف المنشودة، ويمكن قياسها بقوانين طبيعية أو اجتماعية يحتكم الناس إليها، ويستهدف الوصول إلى نتائج تحقق رغبات الباحث أو الجهة المتبنية للبحث، سواء كان البحث نظريا تفسيريا أو تحليليا نقديا، أو كان تطبيقيا يلجأ إلى الميدان أو المعامل والمختبرات. مما يعطي البحث قيمة ومصداقية

      إن البحث العلمي يؤدي إلى الاكتشاف والاختراع الذي يجعل من المبهم الغامض وضوحا و المتخلف متقدما، ومنافسا ومصارعا، ويساهم في تقدم الأفراد والمجتمعات، ولكنه يتطلب إمكانيات مادية وبشرية قادرة ومقتنعة بأهمية منطلقة إلى نتائجه التي هي بأمس الحاجة إلى العناية والاهتمام والتنفيذ.
أ.د. فايز الكومي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق